السلام عليكم ورحمة الله
هذا سؤال مهم ،،
بعد العياذ بالله ،،،
من كل ما يغضب الله،،
ولكن رغم اطلاعي على الكتب واحاديث أهل البيت إلا أنني ولأني دون أي درجة علمية مثلي مثل غيري من الناس وبالأخص الشباب لا نستطيع التحديد وربما نخطأ ولكن قررت توجيه سؤالي لأهل العلم ، وأرجو ممن يوجه سؤالي للشيخ أن يأتيني بالإجابة ولو بالقول : الشيخ متوقف في ذلك......
س: أي هذين الذنبين أعظم
( الزنا أم شرب الخمر)؟
محمد
باسمه تقدست أسماؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
لا يمكننا المقايسة بينهما في أيّهما أعظم جُرما إلا إذا ورد الدليل القاطع، وهو مفقود بحسب تتبّعنا، لذلك نسكت، ولا نقيس فنقول: إن حدّ شرب الخمر أخفّ من حدّ الزنا مما يكشف أن الزنا أعظم إثما، إذ يمكن أن يُقال مثلا: إن الخمر يُذهب بالعقل وهو رأس كل شرّ فيدفع شاربه إلى الزنا كما ورد في الحديث فيكون شرب الخمر أعظم.
كما لا نقيس فنقول: إن شرب الخمر جريمة في حق الله تعالى، أما الزنا فهو جريمة في حق الله وحق الناس، فيكون الأخير أعظم. إذ يمكن أن يُقال مثلا: إن الزنا لو كان بالاتفاق بين اثنين فلا يعدّ جريمة في حق أحدهما فيكون الأمر دائرا بين جريمتين كلاهما في حقّ الله تعالى وحده.
ولا يفوتك ما أفحم به مولانا الصادق (عليه السلام) أبا حنيفة (عليه اللعنة) حين قال له: ”فانظر في قياسك إن كنت مقيسا، أيها أعظم عند الله القتل أم الزنا؟ قال: بل القتل. قال عليه السلام: فكيف رضي الله في القتل بشاهدين ولم يرض في الزنا إلاّ بأربعة؟ (...) يا أبا حنيفة لا تقس، فإن أول من قاس إبليس فقال: خلقتني من نار وخلقته من طين“. (الاحتجاج للطبرسي ج2 ص267).
وعلى هذا فنحن نسكت عن المقايسة بين شرب الخمر والزنا، فإنه قد يكون شرب الخمر في أحيان أعظم من الزنا، كمن يشرب الخمر مستحلا، وقد يكون الزنا أعظم كما لو كان في المحارم أو بالإكراه، أي الاغتصاب. وهكذا يختلف الأمر باختلاف جهاته.
نعم قد علمنا بالدليل أن ثمة معصية هي أعظم عند الله إثما من الزنا، وهي غيبة المؤمن، فقد قال النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) في جملة وصاياه لأبي ذر رضوان الله تعالى عليه: ”إياك والغيبة، فإن الغيبة أشد من الزنا. قال أبو ذر: يا رسول الله؛ ولمَ ذلك بأبي أنت وأمي؟ قال: لأن الرجل يزني ويتوب إلى الله فيتوب الله عليه، والغيبة لا تُغفر حتى يغفرها صاحبها“. (مكارم الأخلاق للطبرسي ص470).
هذا وإن ”أعظم الذنوب ذنبٌ أصرّ عليه صاحبه“ كما قال مولانا أمير المؤمنين عليه السلام. (مستدرك الوسائل للميرزا النوري ج11 ص368). كما أن ”أعظم الذنوب عند الله سبحانه ذنب صَغُرَ عند صاحبه“ كما قال صلوات الله عليه أيضا. (غرر الحكم للتميمي الآمدي ح3141).
ومن هذين الحديثين تعلم أنه قد يكون شرب الخمر أعظم من الزنا أو العكس، في حال أصرّ مرتكبه عليه أو استصغره.
هذا واعلم أن المخالفين رووا أن الزنا بحليلة الجار أعظم الذنوب بعد الشرك وقتل الولد مخافة إطعامه، إلا أننا لا نأخذ برواياتهم إلا إذا اطمئننا لها.
أعاذنا الله وإياكم من ارتكاب الذنوب صغيرها وكبيرها. والسلام.
ليلة العاشر من ربيع الآخر لسنة 1429 من الهجرة النبوية الشريفة.