السلام عليكم
سمعت آية الله السيد محمد رضا الشيرازي يقول (( أكل الجبن مكروه )) بمراجعة روايات أهل البيت وخصوصا أكل الجبن مع الخبز،،،،،،،،،،،،،،،،
فلشدة غرابة هذا الموضوع أرجو تفصيل الأحاديث إذا كان عندكم إلمام بها وتوجيهنا لما نأكله وما لا نأكله لكونه مكروها يكرهه الله، لأننا نستخدم الجبن في كثير من الأكلات ،، ومن الغريب وفي قمة الغرابة توزيع شرائح الجبن مع الخبز أو (الروتي) وذلك على مواكب عزاء الحسين والمعزين
فإذا كان أكل الجبن مكروه ،، فذلك في مواكب عزاء الحسين المقدسة سيكون أشد كراهه لو تنبهنا لذلك ،،
أرجوكم أفيدوا الأمة
فالمكروه مكروه
الدرازي
باسمه تقدست أسماؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المستفاد من بعض الروايات الشريفة كراهة أكل الجبن مفردا دون الجوز، وتتأكد الكراهة في النهار. أما إذا أُكل مجتمعا مع الجوز فإنه يكون مستحباً.
فمن الروايات ما رواه الكليني (رضوان الله تعالى عليه) عن الصادق (صلوات الله عليه) قال: ”إن الجبن والجوز إذا اجتمعا كانا دواء، وإذا افترقا كانا داءً“. (الكافي للكليني ج6 ص340).
ومنها ما رواه أيضا أن رجلا سأل الصادق (عليه السلام) عن الجبن فقال: ”داءٌ لا دواء له. فلمّا كان بالعَشِيِّ دخل الرجل على أبي عبد الله (عليه السلام) فنظر إلى الجبن على الخوان! فقال: جُعلت فداك؛ سألتك بالغداة عن الجبن فقلت لي: إنه هو الداء الذي لا دواء له، والساعة أراه على الخوان؟! فقال عليه السلام: هو ضارٌ بالغداة، نافع بالعشيِّ، ويزيد في ماء الظهر“. (المصدر نفسه).
غير أنه يمكن استبعاد كراهة أكله منفردا إذا ما كان سليما غير ملوّث أو مائلا إلى التلوّث والفساد، وذلك بدلالة ما ذكره الكليني (عليه الرحمة) إذ قال: ”ورُوي أن مضرّة الجبن في قشره“. (المصدر نفسه) وهو مُشعر بأنه إذا أكل من باطنه السليم ربّما لم يكن في ذلك كراهة، فإنه في تلك الأزمنة لم تكن هناك وسائل لحفظ الأجبان، فكانت تُترك على حالها ويتناقلها الناس بأيديهم فتتلوث وتفسد لأنها سريعة التلوث كما هو معلوم، وبطبيعة الحال يكون ظاهرها أو قشرها أسرع إلى التلوث والفساد، فلعلّه من هذا الباب ورد النهي عن أكله بظاهره إلا إذا اجتمع مع الجوز إذ يعادله ويُصلحه.
وأيّاً يكن فإن توزيع الجبن على المشاركين في عزاء سيد الشهداء (صلوات الله عليه) يستحسن أن يكون مع الجوز استناناً بما رُوي، وإن كان هناك احتمال أن لا تكون كراهة في أكل الجبن وحده في العشيِّ، أي في الليل حيث تُقام معظم مراسم العزاء المقدس.
هذا وأكل الجبن كان مستحسنا عند الأئمة الأطهار (صلوات الله عليهم) على ما رُوي، كما عن عبد الله بن سليمان قال: ”سألت أبا جعفر (الباقر) عليه السلام عن الجبن، فقال لي: لقد سألتني عن طعام يُعجبني. ثم أعطى الغلام درهما فقال: يا غلام ابتع لنا جُبنا، ودعا بالغداء فتغدّينا معه وأتى بالجبن فأكل وأكلنا معه، فلمّا فرغنا من الغداء قلت له: ما تقول في الجبن؟ - أي ما هو حكمه من حيث الحلية والحرمة حيث إن الأنفحة تكون فيه ومن المحتمل أن تكون من ميتة؟ - فقال لي: أوَلم ترني أكلته؟ قلت: بلى ولكني أحبّ أن أسمعه منك. فقال: سأخبرك عن الجبن وغيره، كل ما كان فيه حلال وحرام فهو لك حلال حتى تعرف الحرام بعينه فتدعه“. (الكافي ج6 ص339).
كما قد ورد في الحديث المرفوع: ”الجبن يهضم الطعام قبله ويُشهّي بعده“. (المحاسن للبرقي عليه الرحمة ج2 ص497) ومفاده أنك إذا أردت هضم الطعام الذي أكلته فكل الجبن بعده، وإذا كنت قد فقدت الشهية فكل الجبن قبل الأكل.
وفقنا الله وإياكم للاستنان بسنة نبيه صلى الله عليه وآله. والسلام. ليلة الثاني عشر من ربيع الآخر لسنة 1429 من الهجرة النبوية الشريفة.