كيف نسخر من المخالفين لروايتهم بأن إلههم على عرش يحمله ديك وأسد وثور.. بينما نروي نحن الرواية ذاتها؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم

بالصدفة وأنا أقرأ كتاب من لا يحضره الفقيه في الصفحة 219 من الجزء الأول
إذ وقع نظري على هذه الرواية والتي لم يذكر سندها....

أن حملة العرش اليوم أربعة: واحد منهم على صورة الديك يسترزق الله عز وجل للطير، وواحد على صورة الأسد يسترزق الله تعالى للسباع وواحد على صورة الثور يسترزق الله تعالى للبهائم ، وواحد منهم على صورة بني آدم يسترزق الله تعالى لولد آدم عليه السلام ، فإذا كان يوم القيامة صاروا ثمانية ، قال الله عز وجل: ( ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية) (الحاقة آية 17)

فما قولكم في هذه الرواية ،، فبالتأكيد سيحتج المخالفون بها علينا بها لو سخرنا من إلاههم الذي جسموه وفصل الشيخ ذلك في محاضراته المتأخرة......


باسمه جل ثناؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

نظير هذه الرواية قد ذكر الصدوق (عليه الرضوان) سندها في كتاب الخصال، وهي عن ابن الوليد عن الصفار مرسلا عن الصادق عليه السلام: ”إن حملة العرش ثمانية، أحدهم على صورة ابن آدم يسترزق الله لولد آدم، والثاني على صورة الديك يسترزق الله للطير، والثالث على صورة الأسد يسترزق الله للسباع، والرابع على صورة الثور يسترزق الله للبهائم، ونكّس الثور رأسه منذ عبد بنو إسرائيل العجل، فإذا كان يوم القيامة صاروا ثمانية“. (الخصال للصدوق ص407).

والفرق بين هذه الرواية وبين ما رواه المخالفون شاسع، فإن هذه الرواية لا تنصّ على أن الله تعالى قد شوهد على هذا العرش الذي تحمله هذه الملائكة بهذه الصور، وإنما تشير إلى حملة العرش من الملائكة فحسب، وهو أمر ثابت في القرآن الحكيم، وقد سبق أن تعرّضنا له في بعض المحاضرات فقلنا أن العرش مخلوق من مخلوقات الله تعالى، وتحمله ملائكة تتصرّف في الكون بأمره سبحانه، وهم هؤلاء الملائكة (عليهم السلام) الذين يتشكّلون بهذه الصور، مع أنّا نحمل هذا التشكّل على الرمزية لا الماهية الحقيقية. ثم إن للعرش وجها آخر هو وجه العلم، وهذا يحمله ثمانية هم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى (عليهم السلام) من المتقدّمين، ومحمد وعلي والحسن والحسين (عليهم السلام) من المتأخرين.

أما رواية المخالفين فتنصّ على أن الله تعالى قد شوهد جالسا على كرسي من ذهب تحمله هذه الملائكة بهذه الصور الأربع! وهنا مكمن الإشكال والطعن، فإنه يستلزم تجسيم الذات الإلهية الذي هو كفر وإلحاد، فقد رووا عن عبد الله بن أبي سلمة: ”أن عبد الله بن عمر بن الخطاب بعث إلى عبد الله بن العباس يسأله: هل رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربّه؟ فأرسل إليه عبد الله بن العباس أن: نعم! فردّ عليه عبد الله بن عمر رسوله أن: كيف رآه؟ قال: فأرسل إنه رآه في روضة خضراء دونه فراش من ذهب على كرسي من ذهب يحمله أربعة من الملائكة، ملك في صورة رجل، وملك في صورة ثور، وملك في صورة نسر، وملك في صورة أسد“! (كتاب التوحيد لمحمد بن اسحق بن خزيمة ص189).

فلاحظ الفرق في قوله: ”إنه رآه“! فهم يثبتون رؤية النبي (صلى الله عليه وآله) لله تبارك وتعالى على كرسي من ذهب يحمله أربعة من الملائكة بهذه الصور، أما روايتنا فلا تذكر رؤية الله تعالى ولا تصف جلوسه على كرسي من ذهب دونه فراش من ذهب في روضة خضراء! وإنما تصف خلقا من مخلوقات الله تعالى وهو العرش ليس إلا، فلا إشكال يتوجّه إلينا.

أنار الله دروبنا ودروبكم للخير والصلاح. والسلام.

النصف من ربيع الآخر لسنة 1429 من الهجرة النبوية الشريفة.


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp