توضيح بشأن تصريحات سماحة الشيخ لجريدة الوطن الكويتية

شارك الخبر على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

2007 / 11 / 23

نشرت جريدة (الوطن) الكويتية في عددها الصادر بتاريخ 22 ديسمبر 2006 وعلى صدر صفحتها الأولى تصريحات منسوبة لسماحة الشيخ ياسر الحبيب، وقد تسببت التصريحات في موجة عنيفة من ردود الأفعال من قبل الجماعات الوهابية ورموزها السياسية.

وكانت التصريحات المنشورة مقتطفة من أجوبة لأسئلة وجهتها الصحيفة المذكورة وعن طريق محررها الصحافي أحمد زكريا إلى السيد علي الموسوي مدير المكتب حيث أحالها بدوره إلى سماحته.

وقد كانت الصحيفة قد طلبت من سماحته الإسهاب في الإجابة نظرا لكبر المساحة المخصصة للقاء الصحافي، إلا أن ما تم نشره كان مجرد مقتطفات بسيطة مما سبب بعض الالتباس في الفهم، فقد تصوّر كثير من المؤمنين أن سماحته يعتزم العودة إلى الكويت قريبا، كما أشاع البعض أن ذلك تم بصفقة سياسية مع الحكومة الكويتية لإسقاط الأحكام الجائرة الصادرة بحق الشيخ والتي تصل إلى خمسة وعشرين سنة سجنا.

إن مكتب الشيخ الحبيب في لندن يؤكد للمؤمنين الكرام أنه لم يجر أي نوع من أنواع الاتصال مع الحكومة الكويتية لا بشكل مباشر ولا عن طريق وسيط، وأن سوء الفهم نشأ من العبارة المقتطعة من إجابة الشيخ على سؤال حول ما إذا كان يتوقع العودة إلى الكويت، فأجاب سماحته بأنه واثق من العودة عاجلا أم آجلا لأنها مسألة وقت ”إلى حين ما تصل حكومتنا إلى مستوى من النضج والوعي فتفهم أن الأعداء الحقيقيين للبلد هم أولئك الذين يمارسون الإرهاب الفكري ضد الآخرين ولا يحترمون مبدأ التعايش التعددي والتنوع الديني والثقافي“.

وسيقوم موقع القطرة بنشر الأجوبة المفصلة الكاملة على أسئلة جريدة الوطن في وقت لاحق.

وفي ما يأتي نص ما نشرته جريدة (الوطن) بتاريخ 22 ديسمبر 2006:

‏فجّر مفاجأة قرب عودته وخصّ الوطن بتفاصيل خروجه من السجن.. والبلاد
ياسر الحبيب: سأعود للكويت عاجلاً أم آجلاً

كتب أحمد زكريا:

اكد الداعية ياسر الحبيب انه واثق من العودة للكويت موضحا ان قضية عودته مسألة وقت.

وخص الحبيب، الذي تم القبض عليه في نوفمبر 2003 وافرج عنه قبيل ثلاثة ايام من العيد الوطني 2004، ”الوطن“ بأول لقاء صحافي مع جريدة كويتية حيث بين ان البلد الناجح هو البلد الذي يستوعب التناقضات الدينية والمذهبية والسياسية داعيا لأن تكون الكويت تعددية حتى تنجح وتتطور ويشترك الجميع في حقوق المواطنة وواجباتها بغض النظر عن الانتماءات الاثنية أو المذهبية.

وكشف الحبيب النقاب لاول مرة عبر وسائل الاعلام تفاصيل خروجه من السجن ومن ثم من الكويت حيث بين انه تم اكتشاف خطأ خروجه بعد ساعتين مشيرا الى انه تلقى اتصالا هاتفيا للحضور الى مبنى ادارة تنفيذ الاحكام بالجابرية لكنه قرر عدم الذهاب بعد ان قام بالاستخارة.

وبين الحبيب انه عاش فترة يتنقل فيها من بيت الى بيت بعد ان اقامت وزارة الداخلية نقاط التفتيش في المناطق التي يتوقع تواجده فيها.

وعن كيفية خروجه من الكويت بين الحبيب انه اجتاز الحدود الى العراق خفية موضحا انه مكث في العراق فترة تنقل فيها ما بين النجف وكربلاء والكاظمية وسامراء والبلد.

وكانت ايران المحطة الثانية في رحلته خارج الكويت حيث اوضح انه مكث في ايران نفس الفترة التي مكثها في العراق، مشيرا الى قيامه بإعداد المشاريع الدعوية ابان وجوده في ايران.

وحط الحبيب رحاله في لندن حيث وصلها في اواخر عام 2004 ومن ثم حصل على حق اللجوء السياسي.

ونفى الحبيب ان يكون قد دعا الى هدم مساجد السنة على وجه العموم مشيرا الى انه اصدر بيانا بعد تفجير مقام الامامين العسكريين في سامراء اشار فيه الى ضرورة ان تقوم السلطات المختصة في العراق او من يقوم مقامها في حال عجزها بهدم المساجد التي يثبت ان الارهابيين حولوها الى أوكار لتخزين الاسلحة والمتفجرات وتعذيب الناس وقتلهم.

وأضاف الحبيب ان هذه المساجد تصبح شرعا مساجد ضرار وكفر وتفريق بين المؤمنين موضحا انه يتوجب هدمها وإزالتها لقطع دابر الافساد في الارض.

وفيما يتعلق بما اشيع حول مطالبة الحبيب شيعة المملكة العربية السعودية بعصيان الدولة والخروج عليها، بين الحبيب انه دعا الى العصيان المدني السلمي كوسيلة من وسائل الضغط الجماهيري موضحا ان البيان الذي اصدره في هذا الصدد لم يتضمن الخروج المسلح.

وتابع الحبيب بأن الدعوة الى العصيان المدني ليست بجريمة في عرف القانون الدولي، مشيرا الى انها وسيلة محترمة من وسائل التعبير الحضاري عن الرفض والمعارضة.

ونفى الحبيب ان يكون تعرض للضرب من قبل المساجين السنة موضحا ان غاية ما حدث اثناء تنقله في السجون الثلاثة ”سجن المباحث الجنائية والسجن المركزي وسجن طلحة“ بعض المضايقات لاثارة اعصابه واستفزازه.

وبين الحبيب ان الحكومة البريطانية منحته حق اللجوء السياسي والحماية الامنية لانه لم يرتكب ما يستحق ان يسجن من اجله، موضحا ان الحكومة البريطانية ارتأت حسبما ورد في المذكرة التي أرسلتها للحكومة الكويتية ان ما وقع عليه يتنافى مع معايير حقوق الانسان.

وفيما يتعلق بهيئة خدام المهدي اكد الحبيب ان الهيئة لها افرع ومكاتب تنظيمية في العراق وإيران ولبنان والكويت والبحرين وبريطانيا موضحا ان الكويت هي بلد المنشأ بالنسبة للهيئة.



هذا وقد أثارت تصريحات سماحة الشيخ الحبيب حنق الجماعات الوهابية التي كلّفت أحد مجرميها الإرهابيين وهو المدعو مبارك البذالي بمهمة تشويه سمعة سماحة الشيخ من خلال الافتراء عليه بأنه قد أيقظه للصلاة ”فارتجف في فراشه وقال لي: طيب لكنه لم يصل الفجر“! وذلك حينما كان المدعو البذالي مزاملا للشيخ في سجنه، حيث أضاف قائلا: ”ياسر الحبيب كان مسجونا معي في توقيف المباحث الجنائية ليلة واحدة، ولم أكن أعرفه.. اذ كان يجلس لوحده ووجهه الى الحائط ولا أعرف السبب في ذلك“! زاعما أن ”الحبيب كان في السجن خائفا مرتبكا“!

والمدعو مبارك البذالي هو أحد الوهابيين الإرهابيين المعروفين في الكويت، وقد أعلنت حكومة الولايات المتحدة تجميد أمواله بعد ثبوت تورطه في تمويل الجماعات والميليشيات الإرهابية المسلحة في العراق لقتل الشيعة الأبرياء، كما أن السلطات العراقية كانت قد ألقت القبض على ابنه ضمن حملتها على خلية إرهابية مجرمة وهو ما زال مسجونا في السجون العراقية.

وقد قام مكتب الشيخ الحبيب في لندن بالرد على مزاعم وأكاذيب الإرهابي البذالي من خلال توضيح رسمي قامت جريدة (الوطن) بنشره في اليوم التالي. وفي ما يلي نص الرد:

مكتب ياسر الحبيب رداًَ على مبارك البذالي:
البذالي يريد استدراج الحبيب إلى مهاترات كلامية

كتب أحمد زكريا: تلقت ”الوطن“ بيانا صادرا عن مكتب الداعية ياسر الحبيب بلندن تعقيبا على ما نشر على لسان الناشط الديني مبارك البذالي.

وأكد البيان ”الحبيب لم يتعرف على البذالي في سجن المباحث الجنائية ولم تجر بينهما اي محاورة “مشيرا إلى ان الحبيب كان معتادا انذاك على الانفراد جانبا للصلاة والدعاء ولم يكن يتعاطى مع أحد من السجناء.

وأشار البيان إلى الحبيب كان يتجه ناحية كربلاء المقدسة ويجلس لاداء زيارة الامام الحسين (عليه السلام) وزيارة أخيه أبي الفضل العباس (عليه السلام) واهل بيته واصحابه شهداء الطف موضحا ان ذلك جعل الحبيب يبدو وكأن وجهه إلى الحائط حيث اتفقت جهة كربلاء من تلك الناحية وانها بالنسبة للكويت إلى يمين القبلة قليلاَ.

ودعا الحبيب البذالي الى ان يقول: ”برأت من حول الله وقوته وألجئت الى حولي وقوتي ان لم يكن ما قلته في ياسر الحبيب صدقا“، مشيرا الى ان ما زعمه البذالي من انه ايقظ الحبيب لاداء صلاة الصبح وكان يرتجف ولم يصلها وانه كان في السجن خائفا مرتبكا هو ”محض كذب وافتراء“.

واوضح البيان ان زعم البذالي بتورط الحبيب في الدعوة الى هدم مساجد اهل السنة وليس فقط مساجد الارهابيين يكذبه واقع البيان الذي اصدره الحبيب والخطاب الذي ألقاه يوم جريمة الاعتداء على حرم الامامين العسكريين في سامراء المشرفة مشيرا الى ان البيان والخطاب موجودان ومتداولان وبامكان اي شخص الرجوع اليهما.

وبين البيان ان شخصا مثل البذالي يكذب على الواقع بهذا الشكل السافر مع وجود الادلة المنشورة والمتداولة لا يستغرب منه ان ينسج قصصا مكذوبة.

واوضح البيان ان القصد المفضوح لامثال البذالي وغيره من المنتمين الموصومين بدعم الارهاب هو تشويه سمعة سماحة الشيخ الحبيب واستدراجه الى المهاترات الكلامية على صفحات الصحف والمجلات طلبا للشهرة.

واختتم البيان بالقول بان الحبيب يترفع عن ذلك ولا يقبل النزول اليه لانه من افعال الصبيان الصغار واصحاب الامراض العصبية والعقد النفسية.


على صعيد متصل، نشرت جريدة ”الراي“ الكويتية تصريحا لنائب الجماعات الوهابية في البرلمان الكويتي المدعو وليد الطبطبائي ذكر فيه أن ما يسمى بالكتلة الإسلامية من نواب البرلمان قاموا بالاجتماع في منزل وزير العدل السابق أحمد باقر لتدارس موضوع تصريحات الشيخ الحبيب.

وبلغ من جسارة وقلة أدب المدعو الطبطبائي أن وصف سماحة الشيخ بأنه ”مجرم لا يقل خطرا عن الإرهابي الزرقاوي لأن كليهما يؤيدان قتل أبناء المذاهب الأخرى“! وكان الطبطبائي قد كتب سابقا مقالا بجريدة (الوطن) طالب فيه الشيعة بإعلان براءتهم من سماحة الشيخ الحبيب مقابل إعلان ما يسمى بأهل السنة براءتهم من الزرقاوي!

ورغم أن زعم المدعو الطبطبائي أن سماحة الشيخ يؤيد قتل أبناء المذاهب الأخرى يعتبر كذبا وافتراءا إلا أن سماحته لم يأذن للمكتب بإرسال رد رسمي على تصريحاته ”لأن مصداقية الطبطبائي مفقودة عند الجميع في الكويت وهذا كاف في ردّ التهمة الزائفة عنا“.

وقد هاجم الطبطبائي الحكومة الكويتية ”لصمتها“ عن تصريحات الشيخ الحبيب وإعلانه العودة إلى البلاد عاجلا أم آجلا! مضيفا: ”إن الكتلة الإسلامية ترى أن ياسر الحبيب وامثاله يريدون ضرب الوحدة الوطنية في الكويت واشاعة الفتنة“! مشيرا إلى أن ”ما يزيد أمر ياسر الحبيب شناعة لعنه للصحابة خصوصا الخليفتين الراشدين أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وبذاءاته القبيحة تجاه أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها“ على حد قوله!

وجدّد اتهامه لسماحة الشيخ بأنه ”دعا الى هدم مساجد السنة على انها مساجد ضرار على ما يزعم“! رغم أن سماحة الشيخ منذ اليوم الأول لوقوع جريمة تفجير مرقد الإماميْن علي الهادي والحسن العسكري (عليهما السلام) أكد وبوضوح في خطابه أن مساجد الإرهابيين يجب أن تهدم لأنها مساجد ضرار، أما بقية مساجد الطائفة البكرية التي لا علاقة لها بالإرهاب فيجب احترامها وتبقى على حالها.

وتخشى الجماعات الوهابية عودة سماحة الشيخ إلى الكويت وقد فزعت مما نشرته جريدة (الوطن) عنه حول ذلك رغم عدم دقته.

وسبب فزع الجماعات الوهابية يرجع إلى اضطرابها من محاضرات الشيخ ونشاطاته المختلفة التي بدأها في الكويت والتي تسببت في تعرية رموز الضلالة من ظلمة وقتلة أهل البيت عليهم السلام. وتعتقد هذه الجماعات بأن استمرار تلقي المجتمع لمحاضرات الشيخ يمثل تهديدا لبقاء المذهب البكري خاصة مع كثرة انتقال أبناء العامة في الكويت إلى التشيع في السنوات الأخيرة.

ومع أن الجماعات الوهابية تمكنت قبل ثلاث سنوات وباتفاق مع الحكومة الكويتية من سجن الشيخ الحبيب إلا أنه خرج بكرامة من مولانا أبي الفضل العباس عليه السلام، حيث قرر بعدها الهجرة إلى لندن لمواصلة نشاطاته في خدمة الإسلام وولاية أهل البيت عليهم السلام. وكان نجاح الشيخ في الوصول إلى لندن سالما قد أثار سخط الجماعات الوهابية إلى درجة الجنون!

وما زالت الجماعات الوهابية مذهولة من كيفية خروج الشيخ من السجن ومن كيفية استطاعته تخطي كل الحواجز الأمنية والخروج من الكويت، الأمر الذي حدا بها إلى تفسير ذلك على أنه تم بعلم الحكومة الكويتية وبتسهيل منها! مع أنها هي نفس الحكومة التي قامت باقتحام منزل ذويه على النساء والأطفال!

ومعروف عن الشيخ الحبيب أنه معارض للحكومة الكويتية منذ بداية نشوئه السياسي ولم يكن يوما على وئام معها، بل سبق واتهمته الحكومة الكويتية بالتحريض على قلب نظام الحكم سنة 1997.

ولم تقدم الحكومة تفسيرا لخروج الشيخ من السجن سوى أنه قد وقع من خلال ”خطأ رسمي في الإجراءات“ وقد بذلت جهودا كبيرة لإعادته إلى السجن دون جدوى.

وفي هذا السياق قال المدعو مبارك المطوع الذي عرّفته جريدة (الوطن) على أنه أمين عام اللجنة الإسلامية العالمية لحقوق الإنسان: ”تداعيات قضية ياسر الحبيب حملت تحديا واضحا للسلطة القضائية وطريقة خروجه من البلاد ما زالت محل شك“!

ومنذ ذلك الحين تجد الجماعات الوهابية في الكويت صعوبة في السيطرة على انتشار محاضرات الشيخ هناك التي يتلقاها المؤمنون والباحثون عن الحقيقة من لندن وتصل إلى الكويت أولا بأول.

شارك الخبر على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp