الشيخ الحبيب في دعوته للانتساب إلى المؤتمر الإسلامي الرافضي: لا يتخلفنّ أحد عن هذا الفتح

شارك الخبر على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

2014 / 05 / 14

على هامش الاحتفال المبارك بذكرى مولد أمير المؤمنين (عليه السلام) التقت قناة فدك الفضائية بسماحة الشيخ الحبيب للحوار معه حول دعوته للانتساب إلى المؤتمر الإسلامي الرافضي.

أجاب الشيخ عن سؤال حول سبب دعوته للانتساب إلى المؤتمر الإسلامي الرافضي ومباركته له، فأجاب أنه مما لا يخفى أن أمتنا تحاول الآن أن تعيد لملمة نفسها وجمع شتاتها من جديد على أسس صحيحة، حيث كانت الأمة مبعثرة طوال هذه العقود التي مرت. فنحن أمة الرفض التي عبّرت عن رفضها لما جرى من انقلاب في سقيفة بني ساعدة وما تلاه من آثار ومضاعفات استمرت إلى يومنا الحاضر. في السنوات الأخيرة بدأت هذه الأمة تكتشف هويتها من جديد وبدأت تعرف في أي اتجاه ينبغي أن تسير وهو اتجاه إسقاط كل الرموز المنحرفة التي انقلبت على النبي وآله (عليهم الصلاة والسلام) وبدأت أيضا تكتشف فيها مصادر القوة سواء في تراثها العقدي أو في مقوماتها البشرية.

وأكمل الشيخ: ”أردنا من خلال الدعوة إلى المؤتمر الإسلامي الرافضي أن يكون نواة لإعادة جمع شتات هذه الأمة، وإحيائها من جديد، وإحياء الروح الرافضية في الأفراد، واستجماع القوة وصولا لتحقيق الطموحات الكبرى التي نطمح إليها وعلى رأسها إحياء مجد الأمة الرافضية من جديد، وتحرير الإنسان الشيعي، وفك القيود والأغلال عنه، ورفع الظلم والحيف الذي يتعرض له الإخوة المهتدون وكل من يلتزم بولاية أهل البيت (عليهم السلام) في كل الأقطار، محاولة تحرير المقداسات الإسلامية وإعادة بنائها في البقيع مثلا، والقضاء على كل نبرة إرهابية أو إجرامية تستهدف المقدسات الإسلامية، وتستهدف المؤمنين، وتحقيق مستوى معقول من الأمن والسلام والطمانينة والعدل والمساواة والحريات الإسلامية بحيث لا يكون هنالك جور على الإنسان في اختياره الديني، فالإنسان الذي يختار الآن التشيع مثلا في أي بلد - خاصة في بلداننا الشرق أوسطية - فإنه يتعرض لملاحقات أحد أهم أسبابها أنه ليس له ظهر أو سند أحد أن يحميه“.

وأفاد سماحته أن المؤتمر الإسلامي الرافضي يفترض أن يكون مقوما أساسيا لتكوين هذا الظهر والسند، فإذا استطعنا بحمد الله تعالى أنه نجمع كل هؤلاء المؤمنين في بوتقة واحدة وفي مؤتمر واحد وفي جماعة واحدة بالملايين؛ فحين ذلك سترهبنا الدول وسنستطيع أن نؤثر على صنع القرار العالمي وليس القرار المحلي أو الإقليمي فقط.

ودعا سماحته جميع المؤمنين في كل مكان أن ينضموا إلى هذا المؤتمر عاجلا، وأن يبرز كل منهم كفاءته وقدراته في الإسهام في إنجاح هذا المشروع الكبير والعملاق فإن يد الله مع الجماعة، فبهذا نستطيع أن نخضع أعداءنا ونتسيّد العالم وهذا هو طموحنا، والطموح الأبرز هو أن يكون المؤتمر خطوة ممهدة لظهور مولانا صاحب الأمر (صلوات الله عليه) وأن يكون هذا الطريق الذي يوصلنا إلى مكة والمدينة حيث نرفع هناك الشهادة بولاية أهل البيت (عليهم السلام) والبراءة من أعدائهم، ونقضي كلية على كل الآثار والمضاعفات التي جاءت بها السقيفة ونعيد هداية الأمة الإسلامية من جديد بحيث نلتف جميعا ببيت النبوة (عليهم السلام) وننبذ أعداءهم.

سأل المذيع الشيخ أنه كرافضي ينتمي إلى المؤتمر الإسلامي الرافضي فما الذي عليه فعله؟

فأجاب سماحته أنه يرى أن أهم شيء ينبغي فعله بعد أن ينتسب الرافضي إلى المؤتمر أن يدعو غيره ويحث الآخرين على الانضمام إلى المؤتمر الإسلامي الرافضي، وأن يسهم قدر المستطاع في رفد هذا المؤتمر في النشاطات والرؤى والمقترحات في التحرك الميداني؛ فبهذه الطريقة يتحقق قدر معقول من التعاضد من التواصي الذي يمكن له أن يبشرنا بخير.

وسأل المذيع الشيخ أن هناك من الإخوة من يقول أن قلوبهم معكم ولكنهم يهابون الانتماء إلى المؤتمر الإٍسلامي الرافضي لظروف أو أسباب أخرى، فما الذي تقولونه لهم؟

فأجاب الشيخ أنه دائما يكرر ويوصي أن على الإنسان الشيعي إذا أراد أن يتخلص من الظلم الواقع عليه فإن على الشيعي أن يمتلأ ثقة بالنفس فيطلق الخوف تطليقا بائنا نهائيا، فإن الذي جعلنا نتقهقر طوال هذه السنوات وأصبحنا مستهدفين ممن هو دوننا هو الخوف الذي زُرع في قلوبنا. إنّ علينا أن ننزع هذا الخوف كلية وأن ننطلق مجاهرين ونتحدث عن هويتنا وثقافتنا وعقيدتنا بكل صراحة، وإذا افترضنا أن يذهب أفراد ضحية في هذا السبيل فهذا أمر لا بأس به.

وأضاف سماحته: ”إننا نعيد إحياء الأمة الإسلامية الرافضية، فلا بد أن يكون هنالك قدر من التضحية ولكنها تضحية حسنة ومطلوبة“، وأكمل سماحته: ”نعم، نحن لا نمنع أن يأخذ الإنسان احتياطاته، ونقول إن كان للمؤمن الإمكانية أن يحتاط شيئا فلا بأس أن يعمل بتحرك سري مثلا في مرحلة معينة في قطر معين في جيب معين، ولكن الأصل والقاعدة التي ينبغي أن نمضي عليها هي الثقة بالنفس، والامتلاء عزة وشجاعة وكشف الحقائق والدعوة الصريحة إلى ما نحن عليه دون خوف من أحد، وسيتروّض كل من يخالف هذه الدعوة عاجلا أم آجلا على قبولنا كأمر واقع وكتحصيل حاصل“.

وٍسأل المذيع الشيخ أنه من ”نبرة كلامه“ يبدو أن سماحته واثق من كلامه بأن المؤتمر الإسلامي الرافضي سيحقق ما يبغيه الشيعة، وسيحقق السعادة والنجاة للشيعة، فلماذا سماحته واثق إلى هذه الدرجة؟

فأجاب الشيخ أن الثقة هي بالله (تبارك وتعالى) وبصاحب الأمر (صلوات الله عليه). فمنذ أن انطلق سماحته بهذا المنهج منذ سنوات كان الأكثر من الشيعة يقول أن هذا المشروع فاشل ولن يتحقق ولا يمكن لنا أن نشق كل هذه الأمواج المتلاطمة، ولكن سماحته واثق بالله تعالى وثقته به مطلقة، وكذلك ثقته بإمامنا صاحب الأمر (صلوات الله عليه)، فبسبب هذه الثقة أصبح المنهج بحمد لله تيارا، وصار اتجاه قد علا وانتشر وأصبح له مؤيدوه في مختلف أقطار الأرض، واستطاع أن يروّض حتى معاديه ومخالفيه، وأجبرهم على أن يقبلوا وجوده كأمر واقع وعلى أن يصرّح بما يعتقد به كأمر واقع. الثقة بالله هي التي تجعله يثق بأن هذا مشروع سيكون ناجحا إن شاء الله تعالى.

وقال الشيخ: ”أن لا يترددّن أحد في هذا الأمر.. لا يقولن هذه فكرة غير قابلة للتطبيق، فإن كل فكرة إذا كانت تستمد من الكتاب والسنة، وإذا كانت تستمد من الأئمة الطاهرين (عليهم السلام)؛ فهي قابلة للتطبيق، ونحن موعودون أن نرث الأرض ومن عليها مع إمامنا (عليه الصلاة والسلام) فمم نخاف؟! ومم نخشى؟! علينا أن ننطلق، وعلينا أن نتحرك ونوهن الباطل، ونعز الحق وندعو إليه، ونتكلم بما نحن عليه، ونتحرك بما نحن عليه دون خوف أو وجل من أحد. إننا لا نخاف إلا الله عز وجل.. لا يتخلفّن أحد عن هذا الفتح.. أنا أُسمّي هذا الأمر فتحا (إن شاء الله تعالى) فهذه أمة تكتشف نفسها من جديد، وتستجمع قواها من جديد، وستحرر نفسها وتحرر البشرية أجمع إن شاء الله تعالى“.

والجدير بالذكر أن المؤتمر الإسلامي الرافضي هو جماعة ضغط (لوبي) عالمية متفرعة عن هيئة خدام المهدي (عليه السلام)، ومنذ الإعلان عن قيام المؤتمر قبل أيام معدودة ارتفع عدد أعضائه الذين انضموا إليه إلى ما يتجاوز ثلاثة آلاف عضو، ومازال العدد في تصاعد مبهر حيث من المتوقع بلوغ مليون عضو في المدى المنظور.

ويظهر المتحدثون باسم المؤتمر في برامج دورية على قناتي فدك وصوت العترة (عليهم السلام) لشرح أهداف المؤتمر ورؤيته لإنهاض الأمة الإسلامي.






شارك الخبر على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp