مصريان يعلنان تشيّعهما للأوصياء الشرعيين من آل محمد (صلوات الله عليهم) في مساء التاسع من ربيع الثاني 1436 هجرية

شارك الخبر على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

2015 / 02 / 08

في مداخلتين من أرض الكنانة مصر، سعِدَ بهما الشيخ الحبيب وكادر قناتي فدك وصوت العترة عليهم السلام، إلى جانب المشاهدين الرافضة الأبرار، في مساء الجمعة الموافق للتاسع من ربيع الثاني 1436 هجرية، أشهر اثنان من الأخوة المهتدين في مصر تشيّعهما لأهل البيت الطاهرين (صلوات الله عليهم) متبوعاً بشهادة البراءة من أعداءهم الأقذار عليهم اللعنة والعذاب.

الأخ ”أيمن“ من الغربية، قدّم نفسه بأنه أحد العاملين في مجال ترجمة الكتب إلى اللغة الإنكليزية، في أول اتصال له بالبرنامج، استهله ببيان مسار رحلته التحرّرية من عبودية النسخة المزيّفة للإسلام، حيث تحدث قائلاً: ”قرأت قبل حوالي عشرين عاما كتاباً لمؤلف مصري فاقتنعت بما جاء في الكتاب من تنظير قام به الكاتب للترويج لفكر ”الأخوان المسلمين“، حيث كان يسرد فيه الانتقادت للسلفيّة الوهابية والمذاهب الأخرى، ويوجّه القارئ إلى أن أفضل الجماعات الإسلامية في الساحة هي جماعة الأخوان؛ فانضممت بعد ذلك إلى التنظيم كتنظيم لا كفكر، وصرتُ اقرأ النتاج المكتوب لبعض منتسبيه: مثل: فتحي يكن وسعيد حوّى وسيّد قطب وغيرهم، فلم أجد التكامل في نظريتهم، فتركتهم وذهبت إلى السلفية الوهابية، التي تعلّمت من خلالها علوم الحديث وأصول الفقه عبر أمثال مصطفى العدوي وإسحاق الحويني“.

واستدرك الأخ أيمن قائلا: ”في هذا المنهج الأخير ضحكوا علينا كثيراً إذ عطّلوا العقول عن التفكير، وأعموا العيون عن إبصار الحق واتباع النور، إلا أن نور أهل البيت (عليهم السلام) قد وجدتهُ يتبيّن لنا بكل وضوح من خلال شيخنا الحبيب حفظه الله تعالى لنا لهداية المغيّبين في الظلام، الذين ما زالوا إلى هذه اللحظة على الضلالة والبُعد عن عقيدة الإسلام الصحيح“.

لقد بدأتُ رحلتي بسؤال أحد أصحابي عن مدى صحة استدلال الشيخ الحبيب على مخالفة عائشة (لعنها الله) لكتاب الله (عزّ وجل) بشأن الآيات القرآنية التي تخصّ نساء النبي في سورة الأحزاب، والتي تبيّن لنا بكل صراحة إمكان وقوعهن في الفاحشة من جهة وتحدّد لنا شرط تشريفهن بالتزام التقوى والمقر في بيوتهن من جهةٍ أخرى، فوجدته يسعى لمغالطة الشيخ في استدلاله، مع أن كلام الشيخ شديد الوضوح، فقلت في نفسي: ”ما هذا السفه الموجود عندنا في التفكير؟! وأخذت بعدها أراجع التاريخ وأطالع ما جاء في القرآن الكريم كقوله تعالى: «مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ» فوجدت أن الكثير من آيات القرآن تذم هؤلاء الذين يسمّونهم ”صحابة“ وتشير إلى مكائدهم ضد النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله)، ولكن القوم حجبوا عنّا أسماؤهم ولم يبيّنوها لنا؛ ووجدت بالمقابل أنه حتى شخص مثل ابن تيمية ينقل لنا حديث الثقلين لأجل أن يشير إلى فضل أهل البيت عليهم السلام“.

وأكمل الأخ أن هاهنا قال في نفسه: ”أيّة سُنّة هذه التي ينبغي لنا أن نعضّ عليها بالنواجذ بعد النبي (صلى الله عليه وآله) ونحن نرى هذا يقصر في مُنى وذاك يتم؟! أيّة سُنّة هذه التي فيها هذا يجلد 40 جلدة في الخمر وذاك يجلد 80 جلدة؟! وما مقام هذا الطاغية؟! الذي ما ترك الدِّرة من يده، فأخذ يضرب بدِرّته هذا وذاك بلا سبب شرعي، أهذا من يجب أن نتخذه قدوة؟! وهو الذي ضرَبَ رجلاً بسبب طرحه لسؤال! فظهر لي أن سبب كل هذه الاختلافات يعود إلى تسلّط أؤلئك الطغاة الذين منعوا المجادلة والمناقشة في شخصيات هذه الحقبة، فأسسوا لنا ديناً منحرفاً بناؤهُ إطاعة الحاكم الجائر وإن أذلّ الناس وأهانهم، وعلى هذا المنطق يكون حال سبط رسول الله (صلى الله عليه وآله) الإمام الحسين عليه السلام هو أنه شخص كان لا يفقه الإسلام!“.

وأضاف الأخ أيمن: ”أصبحتُ أتابع قناة فدك منذ أكثر من أربعة أشهر، وأنا أدرس ما أسمعه وأعيد قراءته مع البحث والمطالعة، حتى تيقّنت أن الخلل في هذه العقيدة من أساسها المتجذّر في عمر بن الخطاب (لعنة الله عليه)؛ إذ وضع وأشباهه من الفاسدين لأنفسهم سُنّة خاصة بهم في إزاء النبي (صلى الله عليه وآله)، ولست ملزماً أن أسير عليها بل أنا ملزم بكتاب الله وسُنّة النبيّ فقط؛ وعليه صرتُ أؤمن بمنهج الشيخ الحبيب المبارك، والذي تفقّهت من خلاله في دين الله سبحانه وتعالى، وأرجو من الله أن يتمّ عليّ هذه النعمة، والشكر الجزيل للشيخ الحبيب على إنارته لطريقي بهذا المسلك العلمي، الذي يحثنا فيه على الدراسة والبحث، فكم كنت غافلاً فيما مضى من العمر عن خباثة قصة عائشة في بيان كيفية نزول الوحي على النبي (صلى الله عليه وآله) مع أنني مررت عليها ألف مرة وأنا أطالع البخاري!“.

وأردف قائلا: ”لقد كان توجيه الشيخ في شرحه لمضامين الرواية سليماً، ولكني حينما عرضته على البعض أجابوني بالقول: ”لا تسمع له“، فقلت في نفسي: ومن هما البخاري ومسلم حتى أكون ملزماً بالأخذ برواياتهم؟! ها هو عندنا الحافظ ابن حجر العسقلاني، وها هو عندنا ابن تيمية، حينما يريدان أن يضعّفان حديثا يرمون البخاري ومسلم بأنهما واهميْن، فلماذا لا يحق لي ذلك أيضا طالما وجدتُ حديثاً يتعارض مع صريح آيات القرآن والسنّة النبوية ومباني الفقه والعقيدة! لابد لي من وقفة أنصر بها رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعترته الطاهرة في الدنيا فعسى أن ينصرني الله بهم في الآخرة“.

وفي ختام مكالمته، بعد أن تفضّل بتوجيه بعض الأسئلة للشيخ الحبيب حول واجباتنا تجاه إمام زماننا المهدي (عجّل الله فرجه الشريف)، والأسباب المؤدية لتضييق الخناق على الشيعة في مصر، إلى جانب استفسارات أخرى أجابه عليها سماحته، ردّد الأخ ”أيمن“ بصوتٍ صارخ: ”أشعر الآن وكأنني ولدتُ من جديد، أشعر بأنه نور دخلَ صدري، أنه نور التوحيد، أنا حُر، أنا عبدٌ لله لا عبدٌ لأبي بكر ولا دينه، ولا للطغاة الذين أذلونا وجعلونا نردد بدعائنا - خلافاً للفطرة بعد أن ضحكوا علينا - اللهم أرضَ عنّا ولاة أمورنا، فالحمد لله الذي هداني وأخرجني من هذا الضلال“.

هذا وقد علّق الشيخ الحبيب، على مداخلة الأخ أيمن، بأنها من أروع المشاركات التي سمعها على قناة فدك منذ انطلاقة القناة، قبل أن يستقبل البرنامج الاتصال الثاني من الأخ ”أحمد“ من ”المنيا“، والذي أفاد بأنه متشيّع عن طريق والده، إثر تقديمه إليه بعض الدلائل كحديث ”رزيّة الخميس“، وحديث ”غضب الله لغضب فاطمة عليها السلام”، وذلك قبل أن تشدّه متابعة قناة فدك بكافة برامجها منذ مشاهدتها لأول مرة، وتشدّ إعجاب كافة أفراد عائلته، مشيراً إلى أن طرح القناة الصريح قد أصبح سبباً في انجذاب الكثير من العوائل المتشيّعة في الصعيد إلى مشاهدتها عبر التلفاز، وأن التشيّع آخذ بالتمدد في منطقته كنتيجة لنفور الناس من خطابات السب واللعن والتحريض ضد الشيعة، فضلاً عن تمسّك كل من يتشيّع بدين أهل البيت (عليهم السلام) دون أن يعود إلى منهج الضلال.

كما تقدّم الشيخ بسؤال الباري (عز وجل)، بعد تلقين كلا الأخوين بشهادة الإسلام الحق، بأن يطرح البركة في جهودهما لهداية قومهم وذويهم نحو اتباع رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأخذ الدين من أوصيائه الشرعيين (صلوات الله عليهم)، وأن يرزقهما شفاعتهم في المحشر لدخول جنات الخلد، وأن يجعلهم من أنصار إمامنا الغائب الحجة المنتظر (عجّل الله فرجه الشريف وسهّل مخرجه).




شارك الخبر على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp