21 محرم الحرام 1439
صدر حديثاً عن مؤسسة البلاغ اللبنانية كتاب (من ظلام ضلال السقيفة إلى نور هداية السفينة) للدكتور السوداني عبد الرحمن محمد يدي النور؛ الأكاديمي صاحب الكثير من المؤلفات باللغتين العربية والإنجليزية والبحوث المنشورة في الدوريات العالمية.
وقد تحدث الدكتور يدي النور في كتابه الذي يربو على 700 صفحة عن قصة انتقاله إلى الإسلام الحقيقي والتشيع والرفض وتركه للنسخة المزيفة المصطَنعة من الإسلام التي تحمل زوراً مسمى (أهل السنة والجماعة)، مستعرضاً الحجج والدلائل التي دفعته إلى هذا الانتقال المبارك.
وذكر أنه تعرف على التشيع أولاً عن طريق قراءة بعض الكتب لشخصيات تنتسب إلى التشيع ثم استماعه لوسائل الإعلام الشيعية. وعلى الرغم مما تركه هذا من أثر عليه في انجذابه إلى مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) إلا أنه لم يكن كافياً لإحداث النقلة المطلوبة، والسبب هو أن الحقيقة التي كانت تلك الشخصيات والوسائل تقدمها كانت حقيقة «منقوصة ومبتورة» مشوبة بالكثير من التحفظ والتقية، تقتصر على بيان الولاء لأهل البيت (عليهم السلام) دون ضرورة البراءة من أعدائهم.
يقول الدكتور يدي النور في كتابه: «كانت وسائل الإعلام الشيعية التي أستمع إليها تتحدث عن الظالمين بطريقة فيها الكثير من التحفظ الذي قد ينفع الشيعي أصلا لأنه يعرف الحقيقة بطرق مختلفة منذ صغره، إلا أنه لا ينفع مع المنتمي للمذاهب الأخرى ولا يخلق فيه النقلة المطلوبة والتي هي ليست فقط الولاء لآل البيت عليهم السلام بل أيضا البراءة من أعدائهم. وهذا يعكس حقيقة أن الحقيقة المنقوصة والمبتورة والمتحفَّظَة لا ترفع سقف الحب لآل البيت عليهم السلام إلى مستوى المودة الحقيقية المطلوبة قرآنيا لأن من يوادد أحدا مودة حقيقية يجب عليه أن يتبرأ من أعداء من يوادد وإلا فإنها ليست مودة حقيقة. ولذلك شعرت أن هناك مسافة بين الحقيقة الكاملة والحقيقة المبتورة التي وصلتُ إليها حتى تلك المرحلة. بل شعرت أن هناك شيئاً ما يخفيه عنا حتى بعض العلماء الذين يزعمون الانتساب إلى مدرسة آل البيت، إذ أولئك العلماء لا يصدحون بالحق كاملاً بل نلاحظ فيهم تحفظاً هنا وتقية وبتراً هناك وكأنهم بطريقة أو أخرى تحت تأثير المنظومة السقيفية الناصبية».
ويضيف الدكتور يدي النور: «واصلت البحث والاستزادة فكان استماعي للسلسلات العلمية الرائعة والغير مسبوقة لسماحة الشيخ ياسر الحبيب التي وفرت على الملايين من الباحثين جهد الدلف في داخل الإرث القديم الذي قد لا يكون في متناول الجميع في كل مكان. ومن تلك السلسلات الحبيبية الرائعة سلسلة (كيف زيف الإسلام). وهذه سلسلة غير مسبوقة توضح الأمر وكأننا نعيش زمن النبوة وبطريقة محققة وموثقة عجز حتى مردة كهنة الباطل عن مقارعته أو دحضه. وكذلك سلسلة (أهل السنة أم أهل الخدعة) وسلسلة (الاعتوار في المذاهب المبتدعة) وسلسلة (لا تنخدعوا بمن يسمون الصحابة) ومجموعة أخرى من سلسلاته المرئية ومحاضراته وكتاباته العلمية المحققة والموثقة بطريقة رائعة من كتب من يدعون أنهم أهل (سنة وجماعة) وكان لذلك دور أساسي في معرفتي بالحقيقة الكاملة غير المنقوصة أو المبتورة أو المموهة. إذ وجدت في أعمال سماحة الشيخ ياسر الحبيب الحقيقة بكامل وزنها العلمي والمعرفي والبحثي والوجداني والروحي والضميري. وأدركت أنني كنت في متاهة تزييف تاريخي وأقبع في وسط كومة من الأكاذيب والترهات والبتر أبجِّل الظالمين والناكثين والكاذبين والغادرين والخائنين. وأدركت حقيقة أن كتب الروايات والتاريخ التي بحوزة من يدعون أنهم (أهل السنة والجماعة) تحتوي على ما يكفي من براهين ودلائل تقود الإنسان إلى معرفة الحق وأهل الحق وكذلك معرفة والباطل وأهل الباطل وبذلك يستطيع المتناول الموضوعي والمعرفي للتاريخ أن يتعرف على الحق وأهل الحق ويواليهم ويكتشف الباطل وأهل الباطل ويتبرأ منهم. إلا أن ذلك يتطلب عقلاً مفتوحاً وقلباً واعياً يتناول التاريخ بالنقد المعرفي والعلمي والموضوعي. وقد نقلتني أعمال سماحة الشيخ ياسر الحبيب العلمية والبحثية الرائعة نقلة كبيرة نحو ولاية آل البيت عليهم السلام والبراءة من أعدائهم وزرع ذلك اليقين النهائي والكامل في قلبي بمدرسة آل البيت عليهم السلام».
لقراءة الكتاب كاملا اضغط هنا.