أدان الشيخ الحبيب قيام معلم في جامعة بغداد بالتهجم على طالبة في كلية التربية عبرت عن الموقف الإسلامي العتروي من الطاغية الثاني عمر بن الخطاب لعنه الله، وذلك في أثناء كلمة لها في فصل التربية الإسلامية وعلوم القرآن.
كانت الطالبة النجيبة قد تكلمت عن حادثة ترويع هبار بن الأسود لعنه الله للسيدة زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وآله حتى أسقطت حملها، وكيف أهدر صلى الله عليه وآله دمه لذلك، وهنا علقت الطالبة بالقول: «فكيف بمن رَوَّعَ السيدة فاطمة عليها السلام»؟ مشيرةً إلى ما ثبت في التاريخ من قيام عُمَرَ لعنه الله بترويعها حتى أسقطت حملها، فيكون حكمه كحكم هبار؛ أنه ملعون مهدور الدم من رسول الله صلى الله عليه وآله.
كلمة حق ومنطق عدل أزعج المُعَلِّمَ الذي يدعى إحسان عمر الحديثي، والذي يوحي اسمه بانتمائه لفلول المذهب البَكري الذي تحمله أقلية في العراق يتناقص عددها يوميا بفعل تشيع أبنائها.
وأظهرت اللقطات المسرَّبة كيف أصيب المُعَلِّمُ بالتوتر والارتباك بعدما أوقف الطالبة عن الاستمرار في الكلام وتهجَّم عليها وهو يضرب بيده على الطاولة بينما كانت تحاول أن تسأله وتناقشه، فيقاطعها بصلافة قائلا: «غير مسموح لكِ بأي سؤال، وهذا تجاوز على الصحابة»! في تصرف أرعن لا يمت لأخلاقيات المعلمين بصلة؛ وتهرب واضح من المناقشة العلمية.
من جانبه وبعد إحاطته علما بالحادث؛ أثنى الشيخ الحبيب على الطالبة النجيبة معبرا عن تقديره لدفاعها عن سيدة نساء العالمين عليها الصلاة والسلام وتسجيلها هذا الموقف المبدئي الشجاع في جامعة بغداد ضد قاتلها وظالمها، مؤكدا أن هذا الموقف هو موقف العترة الطاهرة عليهم الصلاة والسلام، وموقف شيعتهم الذين هم أكثرية الشعب العراقي، وكان يجب على هذا المعلم أن يحترم نفسه ويبدي تفهُّمه لهذا الموقف حتى وإن لم يكن يتفق معه، حيث إن الجامعات هي ساحة للنقاش العلمي الحر وتداول الآراء والأفكار حتى وإن كانت متضاربة.
وطالب سماحتُه المعلم المشار إليه بالاعتذار الفوري وتأكيد التزامه بمبدأ حرية التعبير وتعهده بعدم تكرار هذا التهجم على الطالبات الحرائر، وإلا فإنه سيتم اعتباره هدفا مطلوبا ومشروعا. وقد أعذر من أنذر.